.. رجل بين صفحات كتابي ..
المكان: قاعـة 18 – جامعتي الموقرة
الوقت: 11 صباحـاً
السبب: تقديم الامتحان النصفي
متأخرة بعض الشيء .. لأسرع خطواتي قليلاً .. فلا أحب دخول القاعة وسط زحام من الطلبة ..
نفسٌ قوي ..
وصلت أخيرا ..
عند باب القاعة .. تجمعات الطلبة وتزاحم الأصوات .. والآخر منهم منهمك في المذاكرة ..
ما الذي أراه .. يا الله..
هــو مجددا ,, متى سيكف عن هذه الحركات الطفوليه؟؟..
صبرا جميلا يارب ,, سيكون معي في هذا الامتحان أيضا ..
لأفتح كتابي لعلي أتناسى وجوده ريثما تحن ساعة الامتحان .. لأسترجع قليلا شيء مما درسته ..
وإذ بـظل طويل يخترق صفحتي .. فهو يقترب مني شيئا فشيء .. يحاول النظر إلى كتبي .. يتمعن في طريقة كتابتي ..
آه قلبي يخفق .. ازددت رهبة .. أكره هذه المواقف ..
فكلما يقترب تزد خفقات قلبي .. بل تكاد تتفجر .. لتُسمع العيان ..
حاولت أن أتمالكـ نفسي ..
في هذا الوقت
صوت مرتفع ينده : ' حــان موعد الامتحان الرجاء الإسراع في الدخول للقاعة '
فهمّ الجميع بالدخول ,, وأخذت سريعا أرتب كتبي وأضعها في زاوية ما .. لعلي أجدها سليمة عند الخروج ..
دخلت القاعة .. وسار بي القـدر !!
دقت الثانية عشر مساءاً ..
رُفعت الأقلام وسُحبت الأوراق ..
وانزاح هم الامتحان .. على رغم صعوبته .. إلا إنني شعرت إن هناك شيء أصعب من ذلك .. وهو ذاك الموقف السخيف !!
حمد لله في كــل حال ...
عدت لأخذ كتبي التي تركتها هناك .. وجدتها مبعثرة ,, ابتسمت وقلت في نفسي كعادتهم طلبة جامعتنا ' دفاش' في كل شيء ..
حملت كتبي ورحت أنتظر والدتي في الخارج .. كلمتها وأخبرتني بأنها ستصل بعد نصف ساعة تقريبا نظرا لظرف ما .. وقتٌ طويل بعض الشيء ..
حينها لم يرق لي التجمع مع زميلاتي وتبادل الحديث سواء في أمر الامتحان أم غيره ,, أستهوتني النفس لأهبها نصف ساعة من الراحة على ذاك الكرسي بقرابة ظل تلك الشجرة اللامعة الخضرة .. >> أعلم لا توجد شجرة خضراء في الصخير ولكن 'طوفوها'
وبينا كنت أتطلع إلى شحنة كُتبي .. تذكرت تلك المسألة التي أزعجتني في الامتحان ,, فرحت افتح كتابي لعلي أجد مسألة تقاربها الحل ..
وأنا أتصفح الكتاب ...
مــــاذا !!!!
.. ما هذا ؟؟! ..
.. ما الذي أراه ؟؟! ..
صورة رجـل في كتابي !!!
يـــاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا الله
لا يعقل !!
لا يعقل !!
ربما ليس كتابي ..
فلعلي أخطأت به ..
لأذهب للصفحة الأولى .. لأجد إذا ما كان اسمي عليه ..
نعم .. انه كتابي .. فهذا اسمي .. و هذه نقوشي التي تُميز كُتبي .. نعم .. انه كتابي !!
أهو واقع أم خيال ؟؟
فقدت صوابي ..
ما العمل ؟؟
كيف وصلت هذه الصورة بين صفحات كتابي ؟؟
أريد جوابا ؟؟
لاااااا ه .. ماهذا اليوم الغريب !!
من وضع هذه الصورة ؟؟ ...
أخذت الصورة ثانيةً .. تمعنت بها
أوووف أنه هو ..
هذه تقاسيم وجهه .. أنفــه الطويل .. وهذه نظارته التي أعتاد أرتدائها ..
قد جُن رسميا هذا الولد ..
إلى هـــــذه الدرجة !! ..
أرجعت الصورة مكانها .. وصرت أفكــر !!
أعلم بأنه معجب بي .. فقد لمح ذلك مراراً و تكراراً .. ولكنــه بموقفه هذا أضاع كل شيء .. حتما ســ قــ ط من عيني .. تصرف قمة في التفاهة .. لم اعتد منه مثل هذه الأمور ..
ماذا أفعل بالصورة الآن !!
من المستحيل أن اصطحبها معي إلي البيت ..
وأيضا من المستحيل أن اتركها هنا ..
قلبت الصورة وإلا بالعبارة الآتية
'شفيك لا مني بغيتك تهربت
هديت حيلي بالمشي في
دروبك
لا شرقت رجلي عن الدرب غربت
وإن أشملت رحت ومشيت
لجنوبك
لاجيت ألمك من إيديني تسربت
وإن بان مشراقك صدمني
غـروبك
أفهمها ياحبي لامني جيتك يعني أحبك
وارحم الي جا برجله لعذابك'
ههه .. لقد تذكرت أول يوما رأيته فيه .. كنت جالسة مع صديقاتي
أُلقى نكته سخيفة.. ففجأة سمعت ضحكه غريبة وعندما نظرت إلى اتجاه الضحكة وإذا بشاب شاد في طوله .. جاذبٌ في شخصيته .. نظر إلي بابتسامة خبيثة وأدار بوجهه .. أحسست حينها بالإحراج مما بدر مني .. فكنت في منتهى العفوية .. فحين هو في منتهى الحرص لسماع مايدور بيننا ..
ربمــا قد أكون معجبة بإعجابه فقط !!
تتمناه الكثيرات .. بل أغلبهن يكفِهن نظراته الخاطفة ..
حتما تفكيري لا يبرر ما عمله اليوم ..
ولكنني لا أخفي بأنه جريء في حبه و إعجابه ..
فيا قلبي متى تفق ؟؟
صوت رنين قوي هز أحشائي ,, أصحاني من كوكب الحالمين .. أوه أنها أمي .. فقد وصلت ..
وبينما أنا قائمة للذهاب لها إذ بــ ........ .
رنة أخرى تُفِقني ,,
رسالة من أمي : ' حبيبتي طولتي في النوم وراج امتحان الساعة 11 يلا عن الكسل الزايد قومي ذاكري لج كلمتين '
... يااااااه انـــــــــــــــــه حلم ..
وما أعظــمكـ يا حلمُ
............ ....... علاقة عابرة ..
............ ...... بدأت ببساطة
............ ........ حتما ستنتهي بكل بساطة !!
منـــــــــقوول.... ....